موسم العتق ◄ صائمون تحت المجهر►█▄ العصبية أثناء الصوم

(أنا صائم، أنا معصب) عبارة بتنا نسمعها تتردد كثيراً على ألسنة الصائمين، عبارة من المفروض أن لا يكون لها مكان في هذا الشهر الفضيل، لأن شهر رمضان بكل بساطة شهر العبادة والصبر، شهر السيطرة على النفس والشهوات، وشهر تهذيب السلوك الإنساني.
ومع كل هذه الأمور الطيبة التي يجب أن نتعلمها من شهر الصيام، ونتعود عليها طوال العام، فقد تفشت بين الصائمين ظاهرة انفلات الأعصاب والمشاحنات اليومية سواء بين الأزواج أو الجيران أو في الأسواق...
لهذا عزيزي الصائم، سنحاول أن نضع أيدينا على أهم الأسباب المؤدية لهذه العصبية، وبعض الوسائل التي قد تساعد على التخلص منها، لعلنا ننهي الشهر الكريم وقد اكتسبنا قدرة في السيطرة على انفعالاتنا العصبية.
مما لا شك فيه أن الظروف الحياتية الضاغطة المحيطة بالإنسان، تؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث اضطرابات سلوكية وانفعالات شديدة لأتفه الأسباب، وهذه الاضطرابات تكون ملازمة للشخص طوال العام، لكن ما أن يبدأ شهر رمضان حتى يُسقط هذا الشخص اضطراباته على شهر الصوم، على الرغم من أن شهر رمضان فرصة لصون الذات ومنع الجوارح عن الأذى، وتنظيم للوقت وإراحة للجسم عامة وتخليصه من السموم المتراكمة فيه، وفرصة للالتزام الديني والتقرب إلى الله، حتى تصل النفس إلى توازن روحي ونفسي وصحي في ذات الوقت.
الأسباب المؤدية للعصبية والتوتر أثناء الصيام
تتعدد الأسباب المؤدية للعصبية والتوتر أثناء الصيام وتختلف باختلاف الشخص وطبيعته، ويمكن إجمال أهم هذه الأسباب بما يلي:
• النظرة السلبية للصوم لدى بعض الناس الذين يعتقدون أن رمضان شهر للحرمان من المتعة أو الطعام...الخ.
• عدم الاستعداد المبكر لشهر رمضان، فكثير من الأسر لا تخصص ميزانية لشهر رمضان والعيد، وعندما تجد حجم المصروفات العالية تصاب بحالات نفسية مما يؤدي إلى مشاكل عائلية وتوترات عصبية.
• اختلال مستوى السكّر في الدم أثناء الصيام يؤدي إلى العصبية والتوتر.
• إحساس بعض الأسر بالحرمان خاصة في شهر رمضان مما يسبّب مشاكل نفسية واجتماعية وأسرية.
• العادات الغذائية الخاطئة في رمضان من حيث زيادة نسبة السكريات والدهون واللحوم في الطعام مما يؤدي للتوتر والعصبية.
• زيادة كمية الأكل والتي تربك الجهاز الهضمي وتؤدي إلى العصبية والتوتر.
• الإكثار من تناول الحلويات وترك الفواكه، فيصاب الصائم بالخمول.
• فقدان جسم الصائم للسوائل يؤدي للشعور بالعصبية والتوتر.
• تغير نظام الساعة البيولوجية للنوم، فاضطراب جدول النوم، والاستيقاظ في الليل والنوم في النهار، قد يؤدي إلى التوتر والعصبية لدى الصائم.
• السهر في الليل والنوم في النهار، وتقليل ساعات العمل في النهار بالرغم من وجود الطاقة داخل الجسم، والجلوس الطويل أمام التلفاز، كل ذلك يؤدي لزيادة الوزن، كما أن السهر بالليل والنوم في النهار له انعكاساته على إفراز الهرمونات من الجسم والتي تعتبر وقاية للجسم، هذه الأسباب مجتمعة تسبّب حالات عصبية ونفسية من الصعب التحكم فيها.
• التدخين وذلك لأن النيكوتين يقل في جسم المدخن بالتدريج مع مضي الوقت، وهذا يؤدي إلى التوتر والعصبية.





خطوات للتغلب على العصبية أثناء الصوم
نقدم لك عزيزي الصائم فيما يلي مجموعة من النصائح التي قد تخفف من حدة توترك في رمضان‏، وأهمها: ‏
• تعرّف على أهمية الصوم مسبقاً والهدف السامي من تشريع فريضة الصيام.
• ضع أهدافاً عليا للاستفادة من الصيام نفسياً وإيمانياً وصحياً، واعتبر شهر رمضان فرصة للارتقاء بالنفس والروح على الماديات.
• ضع في اعتبارك أن شهر رمضان شهر الصبر، وهو فرصة لتعديل السلوك وحل المشاكل النفسية.
• تناول وجبة السحور ولا تهملها، وذلك للتغلب على كثير من المشاكل ومنها اختلال مستوى السكر في الدم أثناء الصيام. فقد قال عليه السلام: " تسحروا فإن في السحور بركة".
• لا تسرف في الأكل أو في تناول الحلويات، وتناول الطعام بالمعدل المعقول والصحي، وذلك لتخليص جسمك من السموم المتراكمة فيه.
• نظّم وقتك لتتجنب الكثير من المشاكل والتوترات سواء فى محيط أسرتك أو في عملك.
• لا تسرف في الطعام أو الشراب، وقلّل قدر المستطاع من تناول الدهون والحلويات.
• حاول أن تنام في النهار وقت القيلولة ولو لفترة بسيطة، فهذا سيريحك بلا شك.
• تجنب السـهر ليلاً؛ فرمضان ليس شهراً لمتابعة التلفاز، كما أن النوم نهاراً لا يعوض ولا يغني عن النوم في الليل.
• تسامح وارحم واصبر، فلا داعي لاختلاق النكد والمشاحنات مع الآخرين، فالصيام له خصوصية عند الله سـبحانه وتعالى، وهذا يتطلب احترام الآخرين واتباع آداب التعامل في الأقوال والأفعال.

وختاما نذكرك عزيزي الصائم أن الغضب ليس من سـمات الصائم، ونرجع في هذا إلى الحديث الشريف. قال صلّى ألله عليه وسلّم: "الصيام جنة، فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب. فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم". إذن لا داعي لأن تضيع أجر صومك من خلال غضبك على توافه الأمور.